haiba@tam المدير العام
عدد المساهمات : 73 نقاط : 2422 السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 05/09/2009 العمر : 36
| موضوع: lمدخل تاريخي للشعر القبائل الخميس أبريل 07, 2011 4:11 pm | |
| د خل تاريخي للشعر القبائلي - مفهوم الشعر في اللغة القبائلية - مكانة الشعر و الشاعر في الحقل الثقافي الأمازيغي - موضوعات الشعر القبائلي - لمحة عن تاريخ الانتاج الشعري الشفوي القبائلي - الشعر القبائلي في مرحلة الاستقلال - الشفوية في الشعر القبائلي المعاصر 20 يحتل الشعر القبائلي مكانة و س َ طى في الحقل ال ّثقافي الأمازيغي، نظ را للأهمية الاستراتيجية للشعر والكلام في المجتمع القبائلي ذي التقاليد الثقافية الشفهية. -1 مفهوم ال ّ شعر القبائلي: وهي كلمة مشتقَّة من " Asefru, يطلق على ال ّ شعر في الّلغة القبائلية اسم "أسفرو والتي تعني: بيَّ ن وأَوضح. " Sefru ، كلمة "سفرو chants berbère ": في مقدمة كتابه "Jean Amrouche ، ويرى " جان عمروش أن الشاعر القبائلي هو " صاحب موهبة الأسفرو، بمعنى أنه جعل ما ،de Kabylie" ليس واضحًا، بيِّنًا و معقولا، سواء أكان "أمداح"، أو " أف راح"...فهو يلعب دورًا اجتماعيًا معتبرا ، وله رسالة مه مة للإيصال، فهو من بين ذلك بعيد الشدو، و صاحب بصيرة..و هو من جوهرة الأنبياء." 1 و قد أشار الشاع ر يوسف أو قاس ي* في بيت له، إلى معنى الأسفرو : كشعرٍ، بقوله 2 Cebbaγ w'ur nekkat uzzal شبهت من لا يضرب الحديد Icmet wagus is حزامه قبيح Am-min isennden s-uffal* * كالذي يستند إلى نبتة حلتيت D win ay d letkal is و الذي هو اتكاله Ne afsih deg lmital أو الفصيح في الأمثال Ur nessefruy seg gixf is الذي لا يوضَّح من الأول : وقد ن وه سي محند أو محند أيضا عن معنى الأسفرو بقوله 3 1 انظر، عدد خاص عن مولود معمري، العدد السادس، 1990 ؛ ص. 313 ،Awal مجلة XVIII و بداية القرن XVII *يوسف أوقاسي، عاش بين اية القرن 2 M.mammeri, poèmes kabyles anciens; p.134 نوع من النبات يسمى الحلتيت، و هي نبتة هشة لا يتكل عليها؛ و البيت كناية عن ضعف العماد و السند. ، uffal* 3 S.Boulifa, Recueil de poésies kabyles, Awal, paris, Alger, 1990; p.75. 21 Tikkelt-a ad heggiγ asefru هذه المرة سأُحضِّر شعرا W'εal lleh ad ilhu ، و أتمنى أن يكون حسنًا Ad inadi deg lwedyat فيجوب أنحاء السهول : و في قصيدة أخرى يقول 1 Bismilleh ar nebd'asefru بسم الله أبدأ الشعر Ar elleh ad ilhu ، و على الله أتمنى عذوبته Ar d inadi deg lwedyat كي يجوب أنحاء السهول : و معناه القصيدة، عند الشاعر "لونيس آيت منڤلات" حيث يقول 2 وجد ُ ت المداح يبكي فأفهمني لماذا الريح أخذت قصيدته، ولم يدر أين سقطت Ufiγ-en ameeddah yetru Yesfehm-iyi-d acimi Asefru-s yeddem-it wadu Ur yezri ahida yeγli : كما يعني الأسفرو أيضا: الإيضاح والشرح, لقول الشاعر" لونيس آيت منڤلات" 3 مدلولك غاب عّني مرَّ على فكري يا بن ي ه َ لا أوضح َ ت لي فالقول يحتاج إلى إيضاح 4 Lmeεna-k truh iyi Tεedda nnig uqerru Ammi xas sfehm-iyi Awal yehwag asefru فالشعر في الّلغة القبائلية يعني فرض منطق واضح وحكيم لإزالة الغموض والالتباس وجعل الأشياء في أماكنها الحقيقية , وفرز الخطأ من الصواب . "فالشعر إذن هو . ممارسة اجتماعية ووسيلة معرفة وعقلنة المجال والمحيط" 5 1 M.Mammer, Les isefra de si-mohand, Maspero, paris, 1982; p.108. 2 Tassadit Yacine, Ait menguellet chante, Bouchéne/Awal, Alger, 1990; p.251. 3 Ibid; p.229. 4 إ ّ ن مغزى القصيدة يدور حول الحكم, فالابن يريد إيصال فكرته لوالده لكن الوالد لم يفهم الغرض, فكانت الأبيات طلبا للشرح. ملاحظة: ترجمة النصوص إلى العربية في ك ّ ل الرسالة مني. 5 Youssef. Nacib, Anthologie de la poésie Kabyle, Editions Andalouses, 1993; P.31. 22 -2 مكانة الشعر والشاعر في الحقل الثقافي الأمازيغي: سلطة الشعر والكلمة: عرف المجتمع الق بائلي إنتاجًا ش عريًا متنوِّع ًا، وقد انقسم هذا الإنتاج إلى نوعين : حسب تقسيم سالم شاكر هما 1 أ- الأنواع ال ّ شعرية "الّنبيلة"*التي تتض من شعر بعض المؤّلفين والإنتاجات شبه العلمية ذات الأصل الديني؛ فهذا النوع هو في الواقع حِكْ ر على أقّلية مثّقفة من وهي عبارة عن جمعية حقيقية من الأدباء يطغى عليها ،" Imusnawen ، "إ مسناون عنصر ال رجال. ب- الّنتاجات "القروية" التي هي في الغالب مجهولة المؤ ّلف، أو ربما هي لمؤّلفين لا تتجاوز شهرتهم ُتخوم القرية؛ فهذا النوع يشهد انتشارًا أكبر ويش ّ كل أساس الثقافة بالنسبة إلى القبائلي المتوسط, وبخاصة في الوسط الّنسوي. فالفئة ال متعّْلم ة هي التي أعطت للكلمة والشعر القبائلي دورًا ها مًا داخل الحقل الثقافي الأمازيغي، م ما جعله نوعًا من الك تابة ال ّ شفهية؛ فالذي يتحكم في الكلمة وال ّ شعر، "يعد حام ً لا ومتحكِّمًا في الثقافة ال ّ شفهية القبائلية " 2، وهذه الفئة المتحكِّمة في الّلغة القبائلية هي فئة "إ مسناون". إ ن دور هذه الفئة يتجلَّى في تأويل وشرح الّتقاليد القبائلية وِفْ َ ق متطّلبات الفترة الّتاريخية وفهم الوضعية المعيشة حسب ا لّتقاليد، وجعل التقاليد أساس ممارسة الجماعة . فالمعرفة التي تتح ّ كم فيها هذه الفئة هي معرفة علمِ وف ن الممارسة، تلك الممارسة التي ُتحيي وُتثري معرفتهم. ويمّثل هذا الّتحكم أحد مراكز تحديد هو ية الجماعة القبائلية، نظرًا لاحتلال الكلمة والشعر موقعًا مركزيًا وقياديًا في المجتمع القبائلي وفي فئة "إ مسناون". 1 C.R.A.P.E.litturature orale actes de la table ronde, juin سالم شاكر, البنى الشكلية للشعر, ترجمة محمد يحياتن, صدرت هذه الدراسة ضمن 1979:O.P.U. Alger, 1982; P.95. * بمعزل عن أحكام القيمة التي هي ذاتية، يجب علينا التوضيح في إطار الملاحظة العلمية ال صرفة، مِن أ ّ ن هذا التقسيم يفترض النبل و الوضاعة. بعبارة "جمعية حقيقية من الأدباء"، تختلف عن ترجمة مولود معمري لها، حيث أ ّ ن ترجمته لها هي" الحكماء" أو" أهل الحكمة"، ،Imusnawen * إ ّ ن ترجمة محمد يحياتن لكلمة و هي الأكثر شيوعًا.. 2 Tassadit Yacine, Poésie berbère et identité, Bouchène/Awal, Alger, 1990; P.152. 23 فالعلاقة الجدلية بين الش عر والمعرفة ، تظهر بوضوح في تح ّ كم تلك الفئة في الشِّعر، واستعماله أثناء التجمعات العادية لهم في القرية مع أهله ا. فتدعيم رأيهم بشعر سي محند أومحند أو شعر سليمان عازم، أو آيت منڤلات أو غيرهم من الشعراء ...يعطي سلطة رمزية وثق ً لا كبيرًا لدى الفئة وآرائها. فالشاعر، يكتسب مركزًا ودورًا ها مًا في المجتمع القبائلي؛ مثل الذي حضي به الشاعر يوسف أُوقاسي ، "حيث كان يتمّتع بحر ية مطلقة، سواء في الّتنقل أو ال رأي، عبر مختلف أنحاء القبائل ، حتى المتعاد ية مع قبيلته، فكان تحت حماية قبيلة "آث ينِّي "، مقابل . عدم الّتعرض لهم بشعره" 1 من هنا نفهم بوضوح ، أ ن الشاعر هو منتج ال صور حول الجماعة القبائلية، وأحد دعائم شخصيتهم ، باعتباره محددًا لهويتهم , الدور الذي يد عم موقعه في مركز الجماعة وسيطرته ال رمزية، "خاصة وأ ن البعض منهم يربط امتلاكه للقدرة الإبداعية الشعرية . باستلهامٍ روح ي وغيبي آتٍ من الوحي... حّتى عدَّ من ال صالحين والمقدسين" 2 -03 موضوعات الشعر القبائلي*: من ال صعب جد ًا تصنيف الشعر القبائلي، وه ذا راجع لتداخل الأشك ال الشعرية؛ وصعوبة الّتصنيف تك من في عدم انعكاس كل المقولات الشعرية المكتوبة لخصوصية الحقل الشعري الأمازيغي , بِغَضِّ الّنظر ع ما تقدِّمه لنا من فائدة الاستشهاد بها من زاوية بيداغوجية معرفية. و لهذا فإّننا نكتفي هنا بذكر أهم الأصناف ال سائدة. 1 Y. Nacib. Anthologie de la poésie kabyle; P.53-54. 2 M. Mammeri, Les isefra de si-Mohand; P.12. * تجدر بنا الإشارة إلى : أ ّ ن هناك بعضًا من موضوعات الشعر القبائلي لا تقوم على ج أو مدرسة بذاا، و إنما هي نفحة من النفحات ..و كما هو معلوم، فالشعر القبائلي لم يلق أية عناية إلا في اية القرن التاسع عشر و بداية القر ن العشرين، في ظل الأعمال الكولونيالية " جنرالات وآباء بيض و مستكشفون و ر حالة "، وبعض الكتاب القبائل أمثال: " بن سديرة، بوليفة، عمروش، فرعون، معمري، مالك واري، تسعديت ياسين، يوسف نسيب وأخيرا، أمحمد ج ّ لاوي و يونس عدلي". ويمكن القول أن الشعر القبائلي لا يضاهي الشعر العربي و العالمي، ولكن هذا التقسيم هو محاولة لإبراز مزايا الأدب القبائلي و مواضيعه حتى و إن كا نت غير مستغلة جيدا؛ حتى أ ّ ن الشعر العربي خرج من قوقعته ليساير تطور هذه المناهج، إذ نجد بعض المستشرقين الذين حاولوا ج الأساليب الأدبية على غرار الأدب اللاتيني و اليوناني، وخرجوا بتقسيمات عديدة، ووضعوا لها قوانين و تاريخ و أعلام، كما فعل "جورج غريب" - مثلا- في سلسلة: الموسوع في الأدب العربي . 24 أ- الشعر الدّيني: يعد ال ّ شعر الدِّي ني أحد أقدم أصناف ال ّ شعر القبائلي، لأنه نابع من ممارسات دينية وعرفية تقليدية ُتقام في مراكز تعليمية دينية ، مثل أغاني الذِّكر والمديح الديني الذي تتف رد به الزاوية . ويّتضح من خلال الّتسمية ضرورة إظهار الاحترام للمرابط , فهو الذي يمثِّل حامي القيم الأخلاقية و الدينية، ويحرص على احترام المقدس وتمجيد خصائص الشخصيات الدينية الأسطورية و الأنبياء . فنجد مث ً لا قصيدة شعرية مشهورة لأحد الشخصيات المحورية لهذا ال صِّنف، وهو "بن عبد الرح مان" 1؛ كما نجد أشع ارًا تروي قص ص الأنبياء وهم : "إبراهيم الخليل، يوسف عليه ال سلام وم وسى عليه ال سلام " 2؛ وقد كتب الشاعر أحمد أعراب * قصيدة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم ، نذكر مق َ طعاً : منها 3 الصلاة عليك أيها النب ي ال ّ طاهر المنير ال رسول ذو الاسم المشهور ز رنِي كن أنيسي حين أُفارق الحياة واحفظني من المصائب Sslat γefk a nnbi ttaher A nnwayri Arrsul bu yisem yecher Rzu-d γri Wans-i mi ggugeγ nfusel Temnaad-i seg letwari ب- الشعر الجنائزي: إلى جانب الشعر ال ديني، تواجدت أشعار جنائزية مرتبطة بالمناسبات الخاصة بالموت للّتعبير عن الحزن و ظرو ف الموت، وهي غالبًا ما تكون أشعارًا نسوية؛ وتست ند الأشعار الغنائية الجنائزية على التراث والآداب ال دينية الإسلامية، ومنظومة القيم المرتبطة بالحساب والعقاب واليوم الآخر والملائكة، وكل المرجعيات للدين الإسلامي الحنيف . وقد 1 Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle; P.24. 2 M. Mammeri, poèmes kabyles anciens, laphomic-awal-la découverte.SD; P.272-318. .XVIII * أحمد أعراب, عاش في القرن 3 Ibid; P.352-357. 25 نظم الشاعر الحاج محند عاشور * قصيدة عند موت الشيخ "محند أُو لْ حسين"، إذ يقول في : أحد المقاطع 1 تبكي عيني بق وة مثل صاحب ال صداع كالعين تتقاطر Itru yizri-w sttaqa Am bu ccaqiqa Am lεin la-d-itquttur ج- الشعر السّياسي: يتميز الشعر ال سياسي القبائلي بتعبيره عن الانشغالات الكبرى والحاسمة للمجتمع القبائلي التي تتع ّلق بمستقبل وآفاق هذه الجم اعة، ويتغير شكله ومضمونه باختلاف ال رهانات التاريخية وال سياسية والثقافية، ومع هذه الّتغيرات ظهر الوعي لدى المجتمع القبائلي، ومن بين الشعراء الذين كانوا يعبرون عن رأي القبيلة ويم ّثلها أثناء ال ّنزاعات القبلية، نجد يوسف أُوقاسي من أشهر م من كان ممثِّلا ل ق بيلته, حيث يقول أثناء خلاف : جرى بين قبيلتي "آث جناد" و"آث واقنون" بتيزي 鯻達_C_'&Dوزو 2 القرية مشهورة الاسم آث قبعين جئنا لتوعية القبائل الأُخرى ولنتجّن ب الخداع Taddart mi mechur yisem Ay At Qubain Nusad ansehhi ttiad Anettixer i txeddain ومع ظهور الوعي الا نتمائي الأمازيغي , أصبح الشعراء يلعبون دورًا هام ًا في إلى نقد "Ammi" بلورة هذا الوعي، فذهب الشاعر لونيس آيت منڤلات في قصيدته : النظام ال سياسي القائم على الميكيافيلية 3 يا بن ي, دراستك انتهت وبماذا تخ رجت ؟ Ammi leqraya tekfid Dacu γer ik-id-tessufeγ .XX وبداية القرن XIX * الحاج محند عاشور، عاش بين اية القرن 1 M. Mammeri, cheikh Mohend a dit, Edition "Inna-yos" 1990, Alger; P.193. 2 Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle; P.55. 3 Moh Cherbi, Arezki Khouas, Chanson kabyle et identité berbère, l'oeuvre d'Aϊt Mengullete, EDIF 2000, Méditerranée, Paris, 2001; P.128-130. 26 فكلّ جهودك ضاعت أرينيها لأفرح لك Ayen akw i tεettbed teγrid Ml-iyi-d ad ak-ferheγ د- الشعر الّنسائي: يعتبر هذا الصِّ نف من أه مِّ الأصناف، إذ بفضله انتقل إلينا التراث الشفهي عبر الأجيال، وذلك من خلال ما تؤديه الأم في الحفاظ على استمرارية الّلغة القبائلية الشفهية. يضم هذا الّنوع أشكا ً لا غزيرة، ترتجلها النسوة كلما دعت الوضعية للإنتاج، مثل مراحل العبور ال زمنية الهامة للحيا ة, كالولادة والختان والزواج والحفلات ال مقامة أثناء ال زفاف، وأثناء العمل المنزلي والفلاحي، وبالخصوص أثناء الأمومة 1، إذ ُتنشد الأم أبياتًا : شعرية لحماية طفلها من العين الحاسدة، أو لهدهدته، بمثل هذه الأبيات 2 تك سرت عين الشيطان وأيضا, عين الحاسد الحاسد يعميه الله الشيطان يخزيه الله أُمنيات الّنمو, أُمنيات الّنمو ابني أفضل من أكفائه هكذا, هكذا كل يوم وسيكبر مثل العمود Tarrez tit n ccitan Terna tin u-maεyan Amaεyan yaεmut Repwi Ccitan at ixzu Repwi Tinarniwin tinarniwin Mmi ad yif akw tinidwin Annect' annecta mkullas Ad yimγur annect' usalas ه- شعر الهويّة: هو الشعر الذي يتحدث عن ما تحمله منطقة القبائل من خصائص ثقافية واجتماعية منذ القدم و إلى يوم نا هذا، حيث كان الشعر ين ّ ظم كوسيلة دفاع عن قانون القبيلة القبائلية، كما كان الشاعر يوسف أُقاسي مشيدًا بقبيلته؛ وقد رأينا هذا. 1 Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle; P.34. 2 Ibid; P.34. 27 أ ما في العصر الحالي واب تدا ء من ال سبعينيات، انتقل الشعر من الدفاع عن الهوية القبلية، إلى الهو ية الوطنية، وكذا المطالبة ب الاعتراف بالأمازيغية كأساس من أسس الهو ية الوطنية الجزائرية، وقد تصدى لهذا ال ّنوع عدة شعراء منهم : سليمان عازم , آيت منڤلات، بن محمد، معطوب الوناس، إيدير ...وغيرهم. وقد ذهب الشاعر سليمان عازم إلى الاعتراف بالهوية الأمازيغ ية، حيث تمّنى رجوع سي محند أومحند ليعيش معه م "A si muh u mhend awik-id yerran" : في هذا ال زمن الجديد؛ يقول في قصيدته : "ليتك تعود يا سي محند أومحند" 1 ليتك تعود يا سي محند أومحند لترى ال زمان لتشفق على كلّ من يبكي لُتغنِّي لنا على الذي فات والذي هو حاضر وما هو آتٍ وكلّ ما تركه لنا الأولياء بالفضيلة والإحسان... الآن, قد وعى من نسيها Si muh u mhend awik-id yerran At walid zzman M' ak γaden widen yetrun Aγ d cnud f ayen iεeddan Akw d wayen illan D wayen ar ad iteeddun Ayen iγ d ggan imawlan Sy iseγ akw d lehsan Tura kkren-d widen it-yettun و- شعر الّنقائض: يتض من هذا الشعر هجا ء متباد ً لا بين شاعرين، فالواحد يذكر م زاياه ويتع رض للثاني، والآخر يرد بأقبح من كلام الأ ول؛ وأحسن ما قيل في شعر النقائض، المجادلة : الشعرية التي كانت بين يوسف أُوقاسي ومحند أو عبد الله 2 يوسف أوقاسي:* أنا جنادي الأصل Yusef u Qasi: Nek d Ajennad men lasl-iw 1 Y. Nacib, Slimane Azem, le poête, Edition Zyriab, 2001; P.236. 2 . امح مد جناوي, أشعار شعبية من قبائل جرجرة, قراءة نقدية في كتان هانوطو, منشورات زرياب؛ ص. 156 * لمزيد من المعلومات أنظر: . العدد 05 ؛ ص. 45 ،TIMMUZGHA/ - مجلة المحافظة السامية للأمازيغية 28 م من يك سرون العدو أهبة قتالهم مائة فارس تلك هي عدة فرساننا الأشداء ُنتقن سحب دال البنادق تنحني أمامنا قوات الّنزلاء محند أو عبد الله: معلوم أن أصلي من إراثن أهل الشهرة وعلو اله مة لا يرغبون في ال سلم عند خوضهم غمار الفتنة ُتذبح لنا أسمن الكباش في محافل الكرم وال ضيافة أما أنت يا يوسف ابن أ مه لقد فاقتك فاظمة في ال رجولة Yetruzun leεdu Meyya ag-grekben uriris D ammay netεuddu Njebbed ddal slehris M'iγ-yezra weεdaw yeknu Muhend u εebdllah: Maεlum lasl-iw d yirat Iggad ilemden cciεa Ur ak-tcih win tifrat M'ara weqεen di lftma Zellun-aγ medden rraxlat M'ara nemlil d lkarma I kec a yusef n tinnat Tif-ik rregla fadma ز- الشعر الرّمزي: إ ن ال رمز من الوسائل الفّنية المه مة في الشعر، إذ يعمد به الشاعر إلى الإ يحاء والّتلميح بد ً لا من الّلجوء إلى المباشرة والّتصريح، وال رمز الشعري بأبسط معانيه هو الدلالة على ما وراء المعنى ال ّ ظاهري مع اع تبار المعنى الظ اهر مقصودًا أيضا؛ ومن أشهر الشعراء ال رمز يين، نجد الشاعر سليمان عازم الذي يستعمل الرمز في أخرج أيها الجراد من " "Ffeγ ay ajrad tamurt-iw" : بعض قصائده، ومن بينها قصيدة : بلدي، التي يطالب فيها المستعمر بالخروج من الوطن 1 γuri lejnan d imγelleq عندي حديقة م سيَّ جة 1 Y. Nacib, Slimane Azem, Le poête; P.479-480. 29 كلّ ما فيها ناضج من الخوخ إلى ال رمان عمل ُ ت فيها في الح ر الشديد غرس ُ ت فيها أيضا الحبق وقد أزهر وبان من بعيد جاءها الجراد بشراسة وأكل حتى ال ّ شبع وطمع أيضا في العروق Kulleci degs ixleq Si lxux armi d arremman Xedmeγt deg-wzal ireq Zziγ as ula d lehbeq Iggugeg-ed mebεid i d itban Ibbwed-ed wejrad s lehmeq Icca armi ifelleq Idmaa ula deg zuran ح- الشعر الاجتماعي: في هذا الصِّنف، يتناول الشاعر في قصيدته نمط معيشة الإنسان الفلاح (المفهوم القبائلي والاشتراكي للكلمة ) في القبيلة، ومشكلة الفقر المدقع، كما ينتقد ُنظم الزواج القبلي الذي يقوم على ضرورة زواج الأخ من زوجة أخيه المتوّفى، أو ما يسمى بالزواج الداخلي القسري؛ كما يتناول الشاعر مظاهر أخرى للحياة الاجتماعية. وفي الشعر القبائلي، لا نستطيع تصنيف الشعر في هذا الصِّنف، لأ ن الشعراء لا يكتبون إ ّ لا أجزا ء ص غيرة، تكون مرتبطة في كثير من الأحيان بمواضيع أخرى كالغربة أو الاستعمار، ونادرًا ما توجد قصيدة كام لة تتح دث ع ن ما يمتُّ إلى "المجتمع " "axerraz du-merkanti " بِصلة، ومن بين الشعراء نذكر واعراب الحسين* في قصيدة : "الحّذاء والغن ي" 1 الحّذاء والغن ي يرويها الأ ولون طول اليوم واحد يغني عن الآخر المهموم Axerraz du-merkanti Hekkunt-id imezwura Tul bwass yiwen itγenni Afayed yewqa lehna * واعراب الحسين, شاعر معاصر. 1 Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle; P391-395. 30 ط- الشعر الفلسفي: هو استنطاق ما هو كامن وراء الح سي أو المرئي؛ بمعنى، تجسيم المج رد بحيث يتجاوز الإنسان الإدراك العقلي لحقيقة الأشياء الظاهرة والمنطقية، وإعطاء فرصة للمخيلة لتعمل عمله ا. ولكن هذا الّتجسيم للمج رد يرتكز أساس ًا على ما أنتجته البيئة القبائلية من "فلسفة" محلية وشفوية يساهم في تنميتها الّنساء وال رجال؛ ويقوم الشعر القبائلي بتوظيف كل عناصر هذه الفلسفة لمعالجة المشاكل التي تحيط بالقبيلة، ويمكن أن تهوي بها في وادٍ سحيق؛ ومن هذه العناصر، تبرز لنا الّتقاليد العرفية، القيم والمبادئ، الأمثال الشعبية ... وإذا استعرضنا بعض الأشع ار القبائلية الّتقليدي ة أو الحديثة ذات ال صبغة الّتقليدية، لوجدنا أ ن الشعراء قاموا بتوظيف هذه العناصر القبلية وتدعيمها بأقوال الأ ولين، وهذا من أجل الدفاع عن المبادئ والقيم القبائلية الغائرة في القِدم. فالشعر الفلسفي القبائلي ليس كباقي أصناف الشعر العالمية، التي تتناول مواضيع غيبية أو ميتافيزيقية، وإّنما هو شعر جاء ليحمل لواء المبادئ القبائلية، وتصحيح الأخطاء التي وقع فيها ال سالف لكي لا يقع فيها ال ّ لاحق. ومن شعراء هذا الصنف الشعري، نجد معظم أولئك الذين عاشوا في القرنين الثامن والتاسع عشر، نذكر منهم يوسف أُوقاسي، سليمان عازم ولونيس آيت منڤلات , وقد وضَّح من الكذب إلى الحقيقة"، " "Si lekdeb γer tidestt" لنا الشاعر آيت منڤلات في قصيدته : كيفية انقلاب الكذب إلى الحقيقة، والحقيقة إلى الكذب؛ يقول 1 الكذب أنجب الباطل(الظلم) الباطل أبو الخوف الخوف أنجب ال رجولة (الشجاعة) ال رجولة غلبتهم جميعا ال رجولة أنجبت ال صدق ال صدق عند بلوغه الحد ُتنجب الكذب وابنه الكذب أنجب الباطل Lekdeb yurw-d lbatel Lbatel d baba-s nlxuf Lxuf yurw-d tirrugza Tirrugza tγelb-iten yakw Tirrugza tesεa-d tidett Tidett m'a tawed lhedd-is Adtesεu lekdeb dmmi-s Lekdeb yurw-d lbatel 1 Moh Cherbi, Arezki Khouas, chanson kabyle et identité bèrbère; P.188. 31 الباطل أبو الخوف الخوف أنجب ال رجولة ال رجولة غلبتهم جميعًا هكذا تدور الحياة Lbatel d baba-s nlxuf Lxuf yurw-d tirrugza Tirrugza tγelb-iten yakw Akken I la tberren ddunit ي- الشعر العاطفي: يعرف عمومًا باسم "إيزلي"، وهو نمط نسوي بامتياز، يمّثل مقطوعات قصيرة موضوعها الأحاسيس العاط فية ومواقف الّتغزل، وهي مش اعر يح س بها عامة الناس؛ ومعظم ما وصلنا منه مجهول المؤّلف، "وهو يقترب شك ً لا ومضمونًا من ال زجل الأندلسي" 1. وبال رغم من أّنه إبداع فردي، إ ّ لا أّنه كثيرًا ما يتردد في الحفلات ال مقامة أثناء : ال زفاف؛ كمثل هذه الأبيات 2 قال لي الناس: ه زلت قلت لهم: البرد إذا اكلت، فالقوت م ر وإذا نمت، ركبني الغيظ من الضربة التي ضربت قلبي علمت يالله و دريت Nnan-i medden tedεafed Nniγ–asen d asemmid Ma cciγ rzag felli lqut Ma tseγ irekb iyi lγid S tiyita yerzan ul-iw Tεalmed a Lleh kecc tezrid ك- شعر الغربة: في هذا الّنوع، نجد أن كلّ القصائد تعكس صورة الإنسان الّنفسية وهو مب عد عن وطنه قسرًا أو اضطرارًا، حيث تكون نفس الشاعر من خلال قصائده مضطربة بين البقاء في ديار الغربة، والحنين إلى أرض الوطن؛ وقد جاء هذا الّنوع نتيجة معاناة الشاعر بعيدًا عن وطنه الأم؛ إلى جانب هذا، فالشاعر المغترب يعكس صورته حقيق ً ة من خلال دعوات صريحة للاستقرار وطلب الأمان، واّتقاء ش ر الغربة. 1 Tassadit Yacine, L'Izli ou l'amour chanté en kabyle, Bouchène –Awal, Alger, 1990; P.15. 2 Ibid; P.15. 32 ومن بين الشعراء الم غتربين نجد : سليمان عازم، الش يخ الحسناوي، علاوة ز روقي، الشيخ أعراب بويزڤارن، ولونيس آيت منڤلات ..، وقد عانى الشاعر سليمان وطني العزيز" " "Tamurt-iw aazizen" عازم وهو بعيد عن وطنه، وها هو في قصيدة : يعبر ع ما بداخله 1 يا وطني العزيز الذي تركته رغمًا عني لست أنا الذي اختار ذلك وإنما المكتوب والحظ أنا في بلاد الّناس وخيالك بين عينيَّ A temurt-iw aazizen Tin ggiγ mebla lebγ-iw Maci de neck i gextaren Dlmektub akw-d zzehr-iw Aqli di tmura m-medden Ma d lexyal-im get w-allen-iw وسنعود إلى هذا الّنوع، في الفصول ال ّ لاحقة، لأّنه موضوع ال رسالة. و بعد الانتهاء من هذا التصنيف التقريبي لابد من التقسيم الموضوعاتي، حيث يجب علينا إدراج هذه التصنيفات تحت الأغراض الشعرية؛ ففي الرثاء مث ً لا، نجد : الشعر الديني والشعر الجنائزي، لأنهما يعبران بقوة عن خصال حم يدة يتميز بها الشخص ال متوفى، والذي كان محبوبا وسط قبيلته؛ كما قد يكون الرثاء عن النفس، كما نجد معظم أشعار سليمان عازم الاغترابية، التي يعبر فيها عن نفسه اليائسة و ما آلت إليه بعد كل المحاولات التي اّتخذها للعودة إلى أرض الوطن، و مثله الشعر الاجتماعي الذي يعبر عن معاناة الفرد. و في الهجاء، نجد بكثر ة: الشعر السياسي و شعر النقائض و الشعر الرمزي، إذ يعتمد الشاعر في ألفاظه على كلمات تعبِّر عن حنقه و استيائه من مسألة معينة، فنراه يهجو من كان سببًا في آلامه، تارة بصراحة، و تارًة أخرى باستعمال الرمز. وفي الحب و الغزل، نجد الشعر العاطفي، حيث يعبر الشاعر عن مختلجات نفسه، و مكنونات صدره. 1 Y. Nacib, Slimane Azem, le poète; P.173. 33 أ ما في المدح، فنجد شعر الهوية الذي يتحدث عن مزايا المنطقة و خصائصها، أو عن مزايا الفرد و خصاله. و لا مجال للشعر الفلسفي، لصعوبة إدراجه تحت أيَّ غرض من الأغراض المعروفة. -4 لمحة عن تاريخ الإنتاج ال ّ شعري ال ّ شفوي القبائلي: قرن وس ّ ت وثلاثون سنة مضت عن صدور كتاب الجنرال هانوتو , حيث يعود ظهوره إلى ال فترات الأولى للموجة الإ ثنولوجية الكلو نيالية التي اهت مت ب دراسة المجتمع القبائلي؛ وبظهور هذا الكتاب , فتح مجال للبحث الأدبي والفك ري الحديث حول الّثقافة وال ّ شعر والأدب القبائلي. إ ّ لا أنَّ تاريخ ال ّ شعر ال ّ شفهي القبائلي لا يبدأُ من فترة ظهور العمل ال ّتدويني (كتاب هانوطو), لأ ن الشعر يعتبر من أحد الأعمدة المركزية للثقافة القبائلية , ولهذا سنقوم بتحديد أهم مراحل الإنتاج الشعري مستندين في ذلك إلى تصنيفات "مولود معمري ويوسف . نسيب" 1 يمكن تصنيف الإنتاج الشعري القبائلي إلى مراحل ثلاث هي: أ- الإنتاج الشعري لما قبل الاحتلال الفرنسي: قبل الاحتلال، كانت المواضيع الدينية هي ال ّ طاغية على الشعر القبائلي، خاصة بعد انتشار الظاهر ة المرابطية في القرن الثامن عشر، فكان ال ّ شعر يم جد الّتاريخ الإسلامي وال سيرة النبوية ورجال الدين ال صالحين... كما نجد أيضا أشعار يوسف أُوقاسي , المندرجة تحت الشعر الحربي، الذي عكس التقسيم القبلي للقبائل، وم جد خصال ال محارب المدافع عن شرفه وقبيلته. وهناك أيضا الشاعر ال ّ طبال "أعلي عمروش " الذي غنىَّ كثير ًا عن الحب . والعاطفة، وكان يتمّتع بقدرة فائقة على الإبداع التلقائي 2 1 M. Mammeri, La littérature berbère orale. - Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle. 2 Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle; P.58. 34 :*1962- ب- إنتاج الفترة الاستعمارية 1830 يتميز الإنتاج الشعري لهذه المرحلة بانقسامه إلى ثلاث مراحل: : ب- 01 - من الصّدمة الاستعمارية إلى هزيمة انتفاضة 1871 لقد انهدم المجتمع القبائلي في ال عمق إثر الاحتلال الفرنسي , فجاءت معظم الإنتاجات الشعرية مج سدة للعنف العسكري وال رمزي، فقام الشعراء بتخليد معارك المقاومة؛ حيث ذكر الشاعر علي أُوفرحات معارك معاتقة سنة 11851 ، و تأ سف الشاعر الحاج أَ ع م ر أُولحاج على سقوط مدينة الجزائر 3، وشارك الحاج محمد بشير في هجوم . ذراع الميزان 4 : ب- 02 - ما بعد انتفاضة 1871 يعتبر الخضو ع العام لمنطقة القبائل سنة 1857 ، وانتفاضة 1871 ، من أهمِّ المفاصل الّتاريخية الكبرى التي عرف تها القبائل منذ عد ة قرون، نظرًا لم ا عرفته من ممارسة العنف فيه ا، وتهديمٍ لبناها الاقتصادية والاجتماعية (...)، وفي هذه ال ّ ظ روف المؤلمة، عرف الإنتاج الشعري تميزًا كبيرًا يع بر عن مشاعر الحزن والمقاومة، كالقصيدة التي أنشأها الحاج محمد بشير إثر خضوع منطقة القبائل سنة 51857 ، و قصيدة انتفاضة 6، ومن أهمِّ وأكبر شعر اء هذه المرحلة التاريخية الحاسمة، الشاعران سي محند 1871 أومحند، والشيخ محند أُوْل حسين. :(1906 - * سي محند أومحند ( 1845 هو من أحد عباقرة الشعر القبائلي، ويلقَّب بالشاعر الج وال؛ حيث أّنه عاش حياة 2 متشردة ومأساوية، إذ ولد في غير قريته، وعاش في طفولته خضوع القبائل في يد * لمزيد من الإ ّ طلاع على إنتاج هذه الفترة، أنظر: - Melha Ben Brahim, La poésie populaire kabyle de la résistance à la colonisation 1830-1962.- .86/72/45/ 5 ] أمح مد جلاوي، أشعار شعبية من قبائل جرجرة؛ ص. 55 ،4 ،3 ،1 ] 6 M. Mammeri, poèmes kabyles anciens; P.440. 2 لمزيد من الإطلاع على حياته وأعماله ال شعرية، أنظر: -M. Mammeri, Les isefra de si-Mohand. -M. Feraoun, Poèmes de si -Mohand. 35 الاستعمار سنة 1857 ، ورأى بأمِّ عينه َتهدم قريته؛ أ ما في شبابه فقد عاش بكل أل مٍ انتفاضة 1871 ، التي شّتتت كل عائلته، فأُعدم والده، وُنفي ع مه إلى كاليدونيا، وف ر أخوه إلى تونس، و حجز ت أملاكهم، ونجا هو بأعجوبة من الموت؛ وقد انعكس هذا ال ّتشتت في : أشعاره، إذ يقول في إحدى القصائد 1 إّننا نبحث كل يوم في الأوطان غريب أتمنى لو عندنا بيت Aqlaγ kullas net qellib Di tmura d aγrib Mennaγ aw'isaan axxam وبعد تَش تُّت كل أهله، بدأ سي محند أومحند حياة الّتشرد وال ّتجوال والمغامرة، فكانت كلّ رحلاته مو زعة بين منطقة القبائل وعنابة وتونس، وأثناء ذلك كان يتح سر لما : يلاقيه من الناس الذين كانوا يعرفونه قب ً لا، وقد اختفوا اليوم عندما احتاج إليهم؛ يقول 2 لقد ُ غلِب ُ ت... من بلد أبي هرب م ن كّنا نعرف... نُفِي ُ ت إلى بلاد الغربة هلا بكيتم أيها الطُّْلبة َذ ووا العقول المستوعبة Tekka felli leγwlaba Si tmurt n baba Rewlen laibad i-γ-issnen Nfiγ d γer tmurt l-lγerba M'atrum a ttelba, Laaqul isenteqqiden إ ن الّت فكك الذي ح لّ بالقرية، جعل الق يم والمبادىء الأخ لاقية والاج تماعية تنهار، وبانه يارها تك سرت ا لبِنية الا قتصادية للمجتم ع القبائلي فتغيرت العلاقات كلها، م ما خلق سخطًا من القرن ال رابع عشر هجري لدى الشاعر، فعبر عن : مختلجات صدره بقوله 3 -S. Boulifa, Recueil de poésies kabyles. -S. Chaker, Hommes et femmes de kabylie. Tome01. 1 M. Mammeri, Les isefra de si mohand; P.234. 2 Ibid; P.180. 3 Ibid; P.196. 36 آهٍ من القرن المتوحِّش... أولئك الذين نحتاج... ومن قصد ُ ت غير كلمته يهجِّر الّناس (القرن) وفي العيد لم يتركهم أُشفِ ُ ق على الفتيات اليتيمات بالنسبة لل سكارى... بِيعت الأراضي وأصبح الفلاح خ ماسًا Ahya lqern asufaji Widak nettehwiji Win qesdeγ ibeddel lkelma-s Dlγaci la ten-isgagi Di lâid urten iggi Гadent iggulent tullas Wamma at sukargi Nzant lemragi Bu tyuga hat d axemmas وبفعل المآسي التي عاشها الشاعر سي محند أومحند، اكتست معظم أشعاره طابعًا تشاؤميًا، بال رغم من أّنها ذات صبغة عاطفية، تحمل عبرًا وأمثا ً لا قيم ً ة، كانت مرجعًا لشعراءٍ ُ كُثر. وأ ما من ناحية الخصائص الشكلية لشعره، فيرى مولود معمري 1 بأ ن ال ّ شعر المحندي ه و عبارة عن قصيدة تتك ون من أربعة عش ر بيتًا، وفيها ثلاث ة مقاطع شعرية، فالمقطع الأول عبارة عن مقدمة، والثاني توضي ح للمقدمة، وأما الثالث فهو الحل والخاتمة التي ُتنهي معنى القصيدة. ويطلق على ا لشعر المحندي اسم "أسفرو"، وهي قصيدة تُساعية تت شكل م ن قافيتين، واحدة للبيت الأخير في كلّ مقطع شعري، وأُخرى للأبيات المتبّقية، وهذا ما يو ضحه لنا الشكل الآتي: أ أ ب أ أ ب أ أ ب 7 5 7 7 5 7 7 5 7 ويرى م ولود فرعون بأ ن الشع ر المحندي يملك شك ً لا ثابتًا يتشابه مع . ال سونيتة، ويشاطره ال رأي مولود معمري 2 1 M. Mammeri, Les isefra de si Mohand; P.79. 2 لمزيد من المعلومات أنظر: -M. Feraoun, Poèmes de si Mohand. 37 ويعتبر سي محند أومحند مرآًة صادق ً ة تعكس مأساة شعبه، الذي عانى الأم رين، في ُتساعية لا تتجاوز سّتًا وعشرين كلمة ! :*(1901- * الشيخ محند أُوْلحُسين ( 1838 يعتبر الشيخ محند أُو لْ حسين شاعر ًا كبيرًا في زمنه، حيث كان يتمّتع بثقافة شفهية واسعة، وبمكانة راقية، مما أ هلته ليكون شيخًا صالحًا ذائع الصيت، له سمعة رفيعة بين أوساط منطقة القبائل، فكانت له قدرة خ ارقة في شفاء الأمراض ال مستعصية وحلّ المشاكل المتشابكة، ويملك بالدرجة الأولى سلطة رمزية ومعنوية معتبرة، إذ منه ُتؤخذ "البركة" عند القيام بشيء ما، أو عند ال رغبة في أمر ما. وفي آثاره الشعرية؛ وبالرغم من أّنه كان ينتمي إلى نظام ال ّ طرقية ال رحمانية؛ لا تظهر لنا إلا المرجعية الدينية الخاصة بالّنظام الطرقي، ولا ال ّ شخصيات الدينية، ولا الحدث التاريخي الإسلامي، بل نجد ذِكرًا لعدة شخصيات أخرى. يمّثل الشاعران سي محند أومحند، والشيخ محند أوْل حسين تجربة شعرية هامة في الشعر الق بائلي الحديث، بحيث يتمّتعان وبالخصوص س ي محند أومحن د، بأهمي ّة بالغة، لدرجة أّنهما من أبرز أساتذة الثقافة الشعرية القبائلية ، وأّنهما يشكِّلان إحدى العلامات الثقافية الحية والمتميزة في الحقل الثقافي الأمازيغي. : ب- 03 - الشعر الوطني الثوري من 1945 إلى 1962 في بداية الأربعينيات، ظهر الاهتمام بالقضية الوطنية داخل الحقل الثقافي الأمازيغي، وفي الشعر القبائلي الحديث، فقد قام بعض الوطنيين المثّقفين بتأسيس فِرق الك ّ شافة في منطقة القبائل، وقد أّلف آيت عمران محند أُويدير * نشيدًا وطنيًا نضاليًا تحت 1 "ابن ما زيغ" يقول: "mmi-s-u-maziγ" عنوان * لمزيد من الإ ّ طلاع على حياته وأعماله الشعرية، أنظر: -M. Mammeri, Cheick Mohand a dit. -S. Chaker, Hommes et femmes de kabylie. Tome01. .TIMMUZ GHA * هو شاعر معاصر، ويشغل منصب المحافظ ال سامي للمحافظة الأمازيغية منذ 1995 ، وهو المدير العام لة المحافظة ال سامية للأمازيغية 1 Y. Nacib, Anthologie de la poésie kabyle; P.417. 38 انهض يا ابن مازيغ أشرقت شمسنا مِن مدة لم تعرف قد حان يا أخي دورنا أسرع, قل لِ ماسِينيسا بلادك استيقظت اليوم أبناؤك التقوا واّتحدوا والجدود في قبورهم فرحون Ekker a mmi-s-u-maziγ Itij nneγ yuli Atas ay'ur tezrid Tawala nneγ a gma tezzi-d Azzel inas i Mmasinisa Tamurt ik tukwi-d assa Arraw ik mlalen ddukwlen Deg zekwan lejdud ferhen لقد اهتم ال ّ شعر الّنضالي بعدما ترك البكاء والشكوى بتجنيد الشعب لصالح القضية الوطنية، فض مد الجراح الغائرة منذ هزيمة وخضوع القبائل سنة 1857 ، وأبر ز مشاعر الفخر والافتخار بالوطنية والحرية، فكانت أشعارهم ُتعالج الآثار الاجتماعية والّنفسية التي خّلفتها الهجرة إلى فرنس ا، ومن بينهم ال ّ شاعر سليمان عازم والحسناوي الّلذين عبرا عن مشاعر الحنين إلى الوطن الأم، وعن ما عايشوه في ديار الغربة. ج- الشعر القبائلي في مرحلة الاستقلال: عرف الحقل الشعري الأمازيغي في مرحلة الاستقلال ُنهوضًا قويًا سمح له بفرض نفوذ ثقافي ورمزي داخل المج تمع القبائلي الوطني، فظهر جيل جديد أ سس حركة تجديدية في الحقل الثقافي القبائلي والأمازيغي، مّتبعين في ذلك تجربة ال سابقين الكبار، فقام بعضهم باستلهام التراث الشعري القبائلي القديم، و وضعِهِ في قوالب فنية حديث ة، م ما أحدث تغيرا في الشكل والمضمون؛ حيث قام ك ل م ن آيت منڤلات، إيدير، معطوب الوناس، ع مور عبد النور، آكلي يحياتن ... وغيرهم في ال سبعينيات، بفتح تجربة شعرية وغنائية جديدة، ترتكز أساسًا على ما ورثوه من الشعراء الأ و لين، وساهموا في خ لق أنماط موسيقية حديثة لتتلاءم وأش عار العصر، التي بدأت تأخذ مجرى الشعر الح ر الخفيف... 39 د- الشفوية في الشعر القبائلي المُعاصر: إن للكلمة المنطوقة مكانة هامة في حياة سكانها بشمال إفريقيا، و بعيدا عن التصورات الباعثة على الفلكلورية، فهي تعكس مختلف النشاطات الاقتصادية و الاجتماعية ال معاشة من قِبل هذا المجتمع المغار بي. و حسب الرأي العام، فإن الثقافة الشفوية، هي ثقافة استمرت و لم تنل منها فترة الاستعمار، وما سبقتها من الّتو ُ غلات الأجنبية التي مبتغاها محو الثقافة الشعبية العريقة. بقولها: " هي كل التعابير غير المكتوبة التي " Lacoste ، و ُتع رفها " لاكوست ينتجها فرد أو جماعة اجتماعية، أُعِدت في محتواها و شكلها، و أُنتجت لكي تتكرر و تنتقل في وسط نفس الجماعة و ُتكوِّن هكذا جز ء من ثقافتنا". 39 و تحتل هذه التعابير مجا ً لا جغرافيًا واسعًا في الجزائر، والمغرب العربي، وتتك ون هذه التعابير من القصص، الأساطير، الأنغام، الرقص ات، الأمثال، الأشعار، الأدوات التقليدية، الحِرف...إلخ، وهذه الظواهر هي نتاجات الأفراد ، و هي متوا رثة أبًا عن جد. و تمتاز الشفوية بعدم كتابتها، فهي لا تملك مجا ً لا ينسخ فيه ذلك التعبير المنطوق، و إّنما لضمان بقائها، فهي ترتكز على الذاكرة، و باخت راع الوسائل التقنية كال مسجِّلات، ع وضت هذه الأخيرة ذاكرة الإنسان لاستمرارية نقلها عبر الأجيال والحفاظ عليها، بكل ما تحمله من أبعاد. و يمكن القول أ ن الشعر، باعتباره تعبيرًا شفويًا، بدأ في استعمال هذه الألآت التقنية الجديدة، مرورًا بالأغنية، لكونه يع تمد على الذاكرة ال متوا رثة، و ال متواصلة بين الناس، م ما يجعله جامعًا و مساهمًا في خلق التماسك الاجتماعي في جماعة ما، و يصبح أعضاؤها يشعرون بمشاعر إيجابية قوية نحو جماعتهم، و تكون لديهم رغبة في استمرار عضويتهم، فُتحقق بذلك ال روح الجماعية ..كما يتض من موافقة الأعضاء على هذه الأهداف ال مقرِّرة للجماعة و معاييرها و بناء الأدوار بها، بحيث يدخل في العلاقات الاجتماعية، و يخلق الناس لها عادات ثقافية، لُتصبح من عناصر ثقافتهم. 39 Camille Lacoste Dujardin, le conte kabyle, FM/Fondations, paris, 1982; p. 13. 40 أن " الشعر الشفوي القبائلي هو ظاهرة حية، فهي ُتفرج ،" Dallet ، و يرى" دالي بالحديث أو النطق عن ال مصيبة ال ملازمة لكل الأدب الشفوي بآنيته ا" 40 ، بمعنى أن الشعر هو وسيلة تعبير عن مختلجات النفس في وقت معين و زمن محدد. عن الشعر الشفوي بأنه " لا يمكن أبدًا اعتباره "Bourdieu ، و يعبِّر" بورديو شعرًا مكتوبًا لا في شكله و لا في محتواه". 41 و بظهور الألآت الحديثة، أقدم الباحثون و لضرورة علمية على فتح نقاشات حول قضية نص ما بوصفه كذلك، لا حول تحديده ح س ب طابعه المكتوب أو المنطوق، و تتعلق بنقاش ضمن إدراكٍ جديد لوجودنا في هذا العالم، و لعلاقاتنا مع الآخرين و انعكاساتها الثقافية بمختلف أشكالها. و في هذا الصدد يقول مولود معمري بأن " الحضارة الأمازيغية لأسباب ربما تاريخية هي حضارة الكلمة " 42 ، و هو يقصد الكلمة المنطوقة الشفوية، وذلك لكونها وسيلة التعبير عند كل شعب ، حسب طريقته و رغبته في التعبير. 40 Dallet, la littérature berbère orale, dans : culture savante, culture vécue de Mouloud Mammeri, Edition TALA, Alger, 1991; p.75 41 Pierre Bourdieu, Dialogue sur la poésie orale en Kabylie, dans culture savante, culture vécue; p.94. 42 Mouloud Mammeri, poèmes kabyles anciens; p.44. 41 ا__
| |
|